تقرير حالة ورم عظمي سليم في لقمة الفك السفلي (المفصل الفكي الصدغي ) عند مريضة بعمر 22 عام

تُعد الأورام السليمة تجمعات نسيجية غير طبيعية تنمو ببطء ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. وعلى الرغم من كونها غير خبيثة، إلا أن بعض هذه الأورام قد تسبب مشاكل وظيفية أو تشوهات تجميلية إذا تُركت دون علاج. من بين هذه الأورام، تبرز الأورام العظمية التي تصيب الفك، والتي تنشأ عادة من أنسجة العظام الناضجة.

في هذا التقرير، نسلط الضوء على حالة مريضة بعمر 22 عامًا تعاني من ورم عظمي سليم في لقمة الفك السفلي. تمت متابعة الحالة من خلال تشخيص دقيق وتدخل جراحي مبكر، مما أدى إلى تحسين كبير في الأعراض والوظيفة الحركية للفك، مع متابعة دقيقة للتأكد من عدم حدوث مضاعفات. تُبرز هذه الحالة أهمية التشخيص المبكر والتدخل الجراحي الفعّال في علاج الأورام العظمية السليمة، خاصة تلك التي تصيب الفك السفلي. على الرغم من أن الأورام العظمية عادة ما تكون حميدة ولا تشكل خطرًا كبيرًا على الحياة، إلا أن إهمالها قد يؤدي إلى تشوهات تجميلية أو مضاعفات وظيفية. من خلال التشخيص الدقيق والتدخل السريع، يمكن تحسين النتائج السريرية بشكل ملحوظ، مما يقلل من فرص حدوث مضاعفات ويعزز عملية التعافي الكامل.

عرض الحالة

راجعت المريضة غ. ش.، البالغة من العمر 22 عامًا، العيادة الفكية بشكوى من عدم تناظر في الوجه وانحراف الفك نحو اليسار، بالإضافة إلى تقييد في فتحة الفم. وذكرت المريضة أن هذه الأعراض بدأت منذ أكثر من عام. ونظرًا لعدم وجود تاريخ مرضي لتشوهات ولادية خلال الطفولة، اشتبه الفريق الطبي في أن السبب قد يكون مرتبطًا بوجود أورام أو أكياس فكية.

تم إجراء تصوير شعاعي بانورامي للفكين، إضافةً إلى تصوير طبقي محوري مع حقن مادة ظليلة. كشفت الفحوصات عن وجود ورم في الجزء الأنسي من لقمة الفك السفلي. التدبير

بعد إجراء الاستشارات اللازمة مع طبيب الأورام وإتمام التحاليل العامة، تم تحضير المريضة لإجراء عملية جراحية بهدف استئصال الورم وأخذ خزعة استئصالية لتأكيد التشخيص.

بعد تحضير المريضة، تم الوصول إلى الورم عبر مدخل جراحي أمام الأذن، وهو مدخل يُعتبر من المداخل الجراحية المعقدة نظرًا لاحتمالية إصابة فروع العصب الوجهي. تم أثناء الجراحة، استئصال اللقمة الفكية مع الورم الذي امتد نحو الحفرة تحت الصدغية والمتموضع أنسي اللقمة. حرص الفريق الجراحي على الحفاظ على القرص المفصلي للمفصل الفكي الصدغي. تم تشذيب اللقمة وإعادتها إلى موضعها الطبيعي بعد استئصال الورم، مع تثبيتها باستخدام صفيحتين معدنيتين (ميني) لضمان استقرارها. (Hupp R. James, 2019; Yadav, 2021)

تمت متابعة المريضة في الجناح الجراحي بعد العملية، حيث تم التأكد من عدم حدوث إصابة لفروع العصب الوجهي، مع ملاحظة رض بسيط للفرع الجبهي. تم إرسال عينة الورم المستأصل إلى مخبر التشريح المرضي للتحليل والتأكد من طبيعة الورم.(Dolan, 2016; Yadav, 2021)

راجعت المريضة العيادة الفكية بعد20  يومًا من الجراحة، حيث أظهرت تحسنًا ملحوظًا في فتحة الفم، بالإضافة إلى استعادة التناظر الوجهي بشكل كبير.

تم علاج هذه الحالة من قبل الطبيب المقيم في اختصاص جراحة الفم والفكين د محمد سعيد الحمدو، بإشراف عضو المجلس العلمي د أحمد قوجة، في مشفى إدلب المركزي المدعوم من الجمعية الطبية السورية الأمريكية سامز.

قراءة المزيد حول أورام الفك السليمة

Dolan, R. W. (2016). Surgical approaches to the facial skeleton in Trauma. In Facial Plastic, Reconstructive and Trauma Surgery. https://doi.org/10.1201/b14824-17

Hupp R. James. (2019). Contemporary Oral and Maxillofacial Surgery 7 th Edition. In Philadelphia.Elsevier.

Yadav, A. (2021). Principles of Internal Fixation in Maxillofacial Surgery. In Oral and Maxillofacial Surgery for the Clinician. https://doi.org/10.1007/978-981-15-1346-6_51

المحاضرات المضافة حديثاً