يعتبر اعتلال الدِّماغ الإقفاريّ بنقص التَّأكسج من أكثر الحالات الحرجة في طب حديثي الولادة. كما يعتبر التَّدبير الإسعافي ومعالجة هذه الحالات ذي تأثيرٍ مباشرٍ على حياة الطِّفل بالدرجة الأولى، وعلى المضاعفات الَّتي يمكن أن ترافقه مدى الحياة.
وقد كان الطِّفل عبد الله أحد أولئك الأطفال الذين تعرضوا لنقص التَّأكسج ما حول الولادة، وتمَّ تحويله إلى مشفى الإخاء بعمر خمس ساعاتٍ بعد احتياجه للإنعاشٍ المتقدمٍ، ووضع الأنبوب الرُّغامي لمساعدته على التَّنفُّس وتقديم التَّهوية المساعدة له في المشفى المرسل.
فور وصول الطِّفل إلى مشفى الإخاء وضعت خطة تدبير متكاملة تشمل الدَّعم التَّنفُّسيّ باستخدام جهاز التَّهوية الآليَّة (المنفسة)، ومعالجة نقص سكر الدَّم، وضبط درجة حرارة الطِّفل ضمن مجال المعالجة بالتَّبريد الكامل للجسم لمدَّة ثلاثة أيَّام ومن ثمَّ إعادة رفع حرارة الجسم إلى درجة الحرارة الطَّبيعيَّة.
كما تمَّ تدبير الاضطرابات النَّزفيَّة المرافقة، ومعالجة إنتان الدَّم بالمضادات الحيويَّة المناسبة.
بعد اثني عشر يوماً من الجهد والأمل والعنَّاية المستمرَّة، خرج عبد الله إلى المنزل مع والديه بصحَّة جيدة، قادراً على الرِّضاعة الطَّبيعيَّة من أمِّه وبفحصٍ عصبيٍّ جيدٍ ولله الحمد
عبد الله واحد ممَّا يقارب الثَّلاثين طفلاً حديث ولادة تمَّت معالجتهم لاعتلال الدِّماغ الإقفاري بنقص التَّأكسج بالتَّبريد الكامل للجسم في وحدة العناية المركَّزة لحديثي الولادة في مشفى الإخاء. وقد بدأ المشفى باعتماد هذه المعالجة منذ سنة تقريباً كتدبير علاجي لحالات اعتلال الدمِّاغ الإقفاري بنقص التَّأكسج النَّاجمة عن الاختناق ما حول الولادة لدى حديثي الولادة.
قام على معالجة عبد الله فريق العناية المركَّزة لحديثي الولادة في مشفى الإخاء بإشراف الدُّكتورة منال زهران اختصاصيَّة في طب الأطفال وطبيبة مقيمة ضمن اختصاص العناية المركَّزة لحديثي الولادة، بالإضافة إلى متابعة وإشراف عدد من الاستشاريّين المتخصّصين في العناية المركَّزة لحديثي الولادة الَّذين تابعوا حالة عبد الله عن بعد وبشكل متواصل ومستمرٍ إلى حين تحسُّنه وخروجه بصحَّة جيِّدة.