تشخيص وعلاج متلازمة نادرة في أحد المشافي المعتمدة للتدريب في الهيئة السورية للاختصاصات الطبية

راجعت مريضة شابة مشفى الدانا للأمومة والطفولة المدعوم من الجمعية الطبية السورية الامريكية SAMS بقصة خزب جنيني بسبب تنافر الزمر الدموية .تم قبول المريضة في جناح النسائية ودراسة حالتها من قبل الأطباء الاختصاصيين .
لدى تقييم المريضة عند القبول تبين أنها حامل ٢٣ أسبوع حملي مع خزب جنيني مع وذمات معممة وكانت تعاني من زلة تنفسية
كانت تحاليل وظائف الكبد و الكلية عند القبول طبيعية مع وجود بروتين في البول ٢٤١ مغ/د. أظهرت العلامات الحيوية: الضغط : ٨٠/١٤٠ مم ز ، الاكسجة :٩٨% ، النبض : ٩٩ / د
تم نقل وحدتي دم بسبب انخفاض قيمة الخضاب :٨.٧ مغ/دل و تم اتخاذ قرار إنهاء الحمل من قبل الطبيب الاختصاصي المشرف د.محمود البواب وبمساعدة الطبيبتين المقيمتين في التوليد وامراض النساء د.ولاء المصري و د.سناء الصطوف .
أثناء القيصرية وجد أن المشيمة كانت ملتحمة بشكل جزئي على الوجه الخلفي للرحم ، تم أخذ قطب إرقائية مكان ارتكاز المشيمة وربط الشريانين الرحميين وأخذ قطبة لينش . تم متابعة المريضة بعد العمل الجراحي من قبل الطبيبتين المقيمتين وفي اليوم التالي للعمل الجراحي كانت القيم المخبرية ضمن الحدود الطبيعية باستثناء ارتفاع الكرياتينين : ١.٨ مغ/دل (سابقا كانت ١ مغ/دل) وتفاقمت الزلَّة التنفسية لدى المريضى و بدأت تترقى بسرعة ووصلت لمرحلة توقف التنفس ما استدعى إجراء تنبيب رغامي و إحالة المريضة إلى العناية المشددة في مشفى ادلب المركزي حيث أشرف عليها اختصاصي الأمراض الصدرية د.أحمد بيوش حيث دخلت المريضة في قصور أعضاء متعدد و تم تدبير الحالة أصولاً مع المتابعة الحثيثة حتى التخريج بحالة عامة جيدة .

المناقشة:


بعد دراسة الحالة تبين أن المريضة كانت تعاني من تناذر نادر هو متلازمة المرآة (بالإنجليزية: Mirror syndrome)‏ أو الوذمة الثلاثية أو متلازمة بالانتين هي اضطراب نادر يصيب النساء الحوامل. وهو يصف الارتباط غير العادي لمَوَهُ الجَنين مع الانسمام الحمل الأمومي.
يشير اسم «متلازمة المرآة» إلى التشابه بين الوذمة الأمومية ومَوَهُ الجَنين تم وصفه لأول مرة في 1892 بواسطة جون ويليام بالانتاين. 
على الرغم من أن الآلية الدقيقة المسببة للمرض تظل غير معروفة، إلا أن العديد من الباحثين قد أبلغوا عن ارتفاع مستويات حمض البول، وفقر الدم، وانخفاض الهيماتوكريت بدون انحلال الدم. 
عادة لا يتأثر عدد الصفيحات الدموية ،او وظائف الكبد ويمكن أن يُستخدم لتمييز متلازمة المرآة من متلازمة هيلب. 
في معظم الحالات تتسبب متلازمة بالانتين في وفاة الجنين أو الوليد، وفي حالتنا تأثرت الأم بشكل كبير بالزلة التنفسية المتفاقمة التي لولا توفيق الله وثم جهود الكادر الطبي كانت قد اودت بحياتها.

المحاضرات المضافة حديثاً