مواقف مؤثرة على حياة طبيب في السنة الأولى من إقامة في اختصاص جراحة الأطفال في أحد البرامج التدريبية للهيئة السورية للاختصاصات الطبية SBOMS

مواقف مؤثرة على حياة طبيب في السنة الأولى من إقامة في اختصاص جراحة الأطفال في أحد البرامج التدريبية للهيئة السورية للاختصاصات الطبيةSBOMS

هذه الكلمات وهذا المشاعر كتبها الطبيب خليل الصفوك المقيم في اختصاص جراحة الأطفال ضمن أحد البرامج التدريبية في الهيئة السورية للاختصاصات الطبية، في مشفى باب الهوى الجراحي، والمدعوم من قبل الجمعية الطبية السورية الأمريكية – سامز

أولا، أحمد ربي الذي يسر لي التعليم وأشكر معلميَّ من اختصاصيين ومقيمين في السنوات المتقدمة، على تعاونهم ومساعدتي في تعليمي ومتابعتي.

وأحب أن أروي بعض مشاعري الجميلة والانعكاسات التي رسمها عملي في هذا الاختصاص على حياتي وحياة المرضى.

الموقف الأول:

طفلة موصولة إلى جهاز التنفس الصناعي وكانت حالتها مستقرة، لكن وفجأة بدأت الأكسجة الدموية لديها تهبط بدون سبب واضح.  قمت بفصل الطفلة عن جهاز التنفس الصناعي وبدأت التنفيخ اليدوي باستخدام (الأمبو)، رغم ذلك لم تتحسن حالة الطفلة، ولم تكن الحالة تحتمل انتظار قدوم المقيم المتقدم لمعرفة السبب وحلها.

توجب علي اتخاذ قرار فوري، لذلك على الفور أخذت قرارا إسعافيا، حيث كان الشك بأن السبب هو أنبوب التنبيب ويجب إعادة تنبيب الطفلة. وفعلاً بعد اعادة التنبيب، تبين وجود خثرة دموية سادة للمعة الأنبوب بشكل كامل. ولله الحمد تم حل المشكلة على الفور وعادت الأكسجة للقيم الطبيعية وكانت المرة الأولى التي أقوم فيها التنبيب دون وجود مشرف.

الموقف الثاني:

أثناء تفقد الجناح بشكل روتيني أخبرتني الممرضة بحدوث تثبط تنفس عند طفلة من الأطفال. أثناء التقييم لم يكن هناك نبض ولم يكن هناك مقيم متقدم قريب مني، لذلك بدأت خطوات الانعاش القلبي الرئوي وبفضل الله عاد القلب بعد دقيقة من التمسيد. ثم أجريت تنبيب للطفلة ووضعتها في الحاضنة ووصلتها لجهاز التنفس الصناعي ثم أخبرت المقيم المتقدم بالحالة والإجراءات التي اتبعتها وأن حالة الطفلة استقرت بشكل جيد لله الحمد.

الموقف الثالث:

طفل حديث ولادة بعمر الساعات لم تستطيع الممرضة فتح وريد محيطي لسحب الدم للتحاليل واعطاء السوائل. فقمت بإجراء فتح وريد سري رغم اني شاهدت الاجراء مرتين فقط أمامي، ونجحت وتم تأمين وريد للتحاليل والسوائل.

الموقف الرابع:

طفل سقوط من شاهق لاحظت أثناء فحصي له خفوت بكامل الساحة الرئوية اليمنى بالإصغاء. قمت بوضع قنية canula  في المسافة الوربية الثانية. لله الحمد والشكر عاد الاصغاء إلى الساحة الرئوية اليمنى. تم اجراء إيكو فاست وأظهر وجود سائل حر في البطن، حيث تم قبول الطفل في العناية للمراقبة، وتخرج بعد يومين بحالة عامة جيدة.

الموقف الخامس:

وصلت طفلة بسبب سقوط من شاهق بحالة عامة سيئة. تبين بالمسح الأولي أن لديها ريح صدرية في الطرفين. تم اجراء تفجير صدر ثنائي الجانب، حيث قمت بإجراء تفجير في طرف والمقيم المتقدم قام بإجراء التفجير في الطرف المقابل في نفس اللحظة. ثم تم قبولها بالعناية للمتابعة وتخرجت بعد ٥ أيام بحالة عامة جيدة.

تظهر هذه القصص أهمية التحضير الجيد، والتفكير السريع، والتعلم المستمر، والعمل الجماعي في تقديم أفضل الرعاية للمرضى في مجال جراحة الأطفال. وتظهر بنفس الوقت الأهمية الكبيرة للاستمرار في تدريب الأطباء المقيمين في الاختصاصات الطبية المختلفة نظرا لحاجة منطقة شمال غرب سوريا للأطباء الاختصاصيين مع عدد كبير من المراجعين والمرضى.

د. خليل الصفوك

مقيم جراحة أطفال سنة اولى

3 Responses
  1. اماني دبيس

    مشاءلله يا حكيم شي بيرفع الراس بارك الله في جهودك ونفع بك الامة ياررب

المحاضرات المضافة حديثاً