وصلت مريضة ٣٥ سنة إلى قسم الإسعاف بمشفى القدس بحالة توقف قلب وتنفس وكان في استقبالها الطبيب المقيم في الأمراض الباطنة د. مصطفى أرملي حيث تم إجراء إنعاش قلبي رئوي أصولا فور وصولها ، مع وضع أنبوب رغامي لتأمين الطريق الهوائي وإعطاء الأدرينالين عبر الأنبوب الرغامي بجرعة مضاعفة بسبب عدم توفر وريد محيطي أو مركزي عند بدء الإنعاش، استمر الإنعاش مدة 7 دقائق حتى استعادة النبض حيث أظهر تخطيط القلب الكهربائي وجود رجفان أذيني، تم نقل المريضة إلى وحدة العناية المركزة ووضعها على جهاز التنفس الآليـ ومع استمرار الرجفان الأذيني وهبوط الضغط الشرياني الى 60/40 مم ز تم اجراء صدمة كهربائية متزامنة 150 جول حيث تم استعادة النظم الجيبي وتحسن الضغط ليصبح 80/ 60 مم ز وبقي النبض متسرعاً حوالي 140/دقيقة مما أوحى بوجود صدمة لدى المريضة فتم البدء بإنعاش المريضة بالسوائل تم طلب التحاليل و البدء باستجواب مرافقي المريضة حيث تبين انها بدون سوابق مرضية أو جراحية وأنها كانت تعاني من ألم بطني منذ 24 ساعة تقريباً وان لديها قصة انقطاع طمث من حوالي اسبوعين، هنا ازداد الشك السريري والتوجه نحو الحمل الهاجر، لتبين التحاليل المخبرية وجود فقر دم شديد (الخضاب HG : 7.5 ) وباقي التحاليل ضمن الطبيعي وكانت نتيجة اختبار الحمل إيجابية وبإجراء إيكو للبطن تبين وجود سائل حر في رتج دوغلاس و جيب موريسون ، مع ملاحظة خط إطباق رحمي . ثم البدء بنقل الدم وطلب استشارة جراحية حيث قرر أطباء الجراحة فتح بطن استقصائي إسعافي أثبت تشخيص الحمل الهاجر المتمزق حيث ثم تدبير الحالة جراحياً أصولاً، ثم تحويل المريضة لاحقاً لقسم العناية ، وبالمتابعة خلال ٣ ساعات استعادت المريضة وعيها وكان فحصها العصبي ضمن الطبيعي ، وتم إعادة التقييم السريري والمخبري بعد ٨ ساعات من الفطام وكان ضمن الطبيعي، ثم خرجت المريضة للمنزل بعد عدة ايام من المتابعة بصحة جيدة.
يجب الشك بالحمل الهاجر عند كل مريضة شابة في سن النشاط التناسلي تعاني من اعراض صدمة او فقر دم غير مفسر. عند البدء بالانعاش القلبي الرئوي يجب استذكار الاسباب القابلة للعكس التي بمعالجتها يعود النبض للطبيعي ففي هذه الحالة كان نقص الحجم الناجم عن النزف هو المسبب الرئيسي للتوقف القلبي والذي تم السيطرة عليه بالانعاش بالسوائل و الدم ثم الجراحة الاسعافية للحمل الهاجر المتمزق المسبب للنزف داخل البطن.
الله يعطيكم العافية
كل شكر لطبيب مصطفى جزاك الله خيرا