في يوم النصر 8 ديسمبر (كانون أول 2024)، الذي يمثل نقطة تحول تاريخية تعكس عودة سوريا لأبنائها وزوال عهد الطغيان والقمع، نستذكر معاني الفخر والعزة المرتبطة بهذا اليوم المشرق. هذا اليوم الذي يمثل نهاية حقبة الظلم وانتصار إرادة الشعب السوري التي لم تنكسر على مدى عقود طويلة من المعاناة والتشريد. لقد أظهر هذا الشعب، رغم كل أشكال القهر والاضطهاد، قوة لا مثيل لها مكنته من الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية بإرادة صلبة وتوفيق من الله عز وجل.
هنيئاً للشعب المستضعف
هنيئاً لكل فرد من الشعب السوري العظيم الذي تحمل مرارة المحن وصمد في مواجهة الظلم. هذا الشعب العظيم الذي استمر في النضال رغم كل أشكال المعاناة من تعذيب وتشريد وقصف مروع بأسلحة تقليدية وكيميائية، ليكتب اليوم بدمائه وعرقه فصلاً جديداً في تاريخ العزة والكرامة.
الدور الحاسم للأطباء في مواجهة الأزمة
كان للأطباء في قلب هذه الملحمة، دوراً محورياً لا يمكن إنكاره في التصدي للمعاناة الإنسانية الهائلة. وقفوا في الصفوف الأمامية لمواجهة الكوارث الصحية، حيث عملوا دون كلل لتضميد الجراح وإنقاذ الأرواح. وعلى الرغم من الاستهداف الممنهج للمراكز الصحية والبنية التحتية الطبية من قبل النظام البائد، أثبت الأطباء أنهم العمود الفقري للقطاع الصحي، يقدمون التضحيات لضمان استمرار تقديم الرعاية.
الأطباء المقيمون: العمود الفقري للمشافي
برز الأطباء المقيمون كركيزة أساسية في الحفاظ على استمرارية عمل المشافي التي كانت تعاني من نقص حاد في الكوادر والمعدات. في ظل ظروف قاسية تميزت بنقص الموارد الطبية والازدحام الشديد بالحالات الطارئة، تحمل الأطباء المقيمون أعباءً استثنائية تمثلت في العمل لساعات طويلة، التعامل مع إصابات معقدة، واتخاذ قرارات حاسمة في بيئات تفتقر إلى الدعم الكافي. لقد برهنوا أن تفانيهم وإخلاصهم هو جوهر بقاء النظام الصحي.
الأطباء المشرفون والاختصاصيون: رواد الإلهام
على الجانب الآخر، لعب الأطباء المشرفون والاختصاصيون دوراً لا يقل أهمية في الإشراف على تدريب وتعليم الأطباء المقيمين، مما ضمن استمرارية جودة الرعاية الطبية وتطوير المهارات السريرية. كانوا قدوة ومصدر إلهام، يعكسون القيم العليا للمهنة الطبية، وساهموا في بناء جيل من الأطباء مستعد للتعامل مع أصعب التحديات الصحية.
رسالة شكر وتقدير للمساهمين في نجاح الهيئة السورية للاختصاصات الطبية (سبومز)
إلى الأطباء المقيمين والمشرفين والإداريين العاملين في الهيئة السورية للاختصاصات الطبية (سبومز)، نوجه تحية تقدير وإجلال. أنتم التجسيد الحقيقي للعطاء والتضحية. إن عملكم المتفاني في تدريب الأجيال القادمة ورعاية المرضى كان وما يزال جزءاً لا يتجزأ من هذا النصر العظيم.
نحو مستقبل مشرق
إن النصر الذي تحقق هو بداية مرحلة جديدة مليئة بالأمل والمسؤولية. بفضل الله أولاً، ثم بعزيمة هذا الشعب وإصراره، هذا النصر سيُمكننا الآن بإذن الله تعالى أن نسعى جاهدين لتحقيق غد أفضل.
فلنعمل جميعاً على بناء وطن يسوده السلام والعدل، ونسعى لتعزيز العمل الجماعي كركيزة أساسية لتحقيق التقدم. إنها خطوة هامة نحو توحيد جهود العاملين في التعليم الطبي في كل سوريا، ليكونوا جزءاً من هذا المشروع الوطني الكبير، ويواصلوا الإسهام في رفع راية الكرامة والإنسانية.
اللهم لك الحمد ولك الشكر.